خارج نطاق الكون | شعر

Free Images

 

في المساء

أجلس على الكنبة

أتحسّس أطرافي الباردة

أتفقّد قلبي المكسور

 

منهكة

متعبة 

صدئة

كآلةٍ كهربائيّةٍ معطّلة

 

أنا ماكينةٌ في هذا العالم

وهذا الكون مصنع

مصنعٌ بدوامٍ كامل 

 

أيّها الربّ استراحةً قصيرة 

أيّها الربّ هَبْني عطلة

 

أنا لا أشعر بشيء 

حواسي معطّلة

مثل آلةٍ صدئة

مثل موبايل نَفِدَتْ بطّاريّته

أنا خارج نطاق هذا الكون 

خارج تغطيته

 

فليحدث أيّ شيء

أيّ شيءٍ يبعثر هدوء هذا القلب

أيّ شيءٍ يشحن دهشتَه

 

ليكن سقوطًا مدوّيًا في الحبّ

أو ذهولًا لم يعهده

 

أيّ سعادةٍ فجائيّةٍ

أيّ حزنٍ خفيف

 

أيّ يدٍ إلهيّةٍ 

تمسكه وتخضّه

 

*

 

أكبر مخاوف الإنسان الحديث

هويّته الافتراضيّة

وشاحن جوّاله

 

تحديثٌ آخر لصيغة هذا الكون

 

وأدخل موسوعة غينيس في التحديق بالشاشة

 

*

 

في هذه العتمة السوداء

أجلس بين حائطين

في أضيق زاويةٍ للغرفة

متنبّهةٍ ويقظة

 

أطقطق أصابع يديّ

أتأهّب لأنقضّ على حلمٍ جميل

لربّما يدخل ليل الغرفة مصادفة

 

*

 

مثل ذبابةٍ تلتصق بالزجاج

مثل ذبابةٍ تأزّ، وتأزّ 

بكامل ضجيجها

أبحث عن ثقبٍ صغيرٍ 

في نافذة العالم

لأهرب

 

أفكّر في أسماء الشهداء وهي تمرّ بهذه الحالات الافتراضيّة السريعة، ودعسات «النيو فيدز» الثقيلة وأندهش: أصبح للشهداء قبورٌ بمساحةٍ زرقاءَ أضيق من سمائهم، كم هي عدد الإعجابات الوهميّة الّتي ستمجّد أسماءهم؟ وكم من الحزن ستحفظ هذه الأيقونات الفارغة؟

 

*

 

رغم اكتظاظي افتراضيًّا

إلّا أنّني في الواقع فارغةٌ منك

 

انتهيتُ عند أقرب حائطٍ فيسبوكيٍّ لفظ اسمكَ

إذن، حائطك هو لعنتي الافتراضيّة

صخب المجموعات أضاعك 

حالاتك أصبحت هامشيّة

 

احذفني أو احذفكَ!

 


هزار يوسف

 

 

 

شاعرة فلسطينيّة تقيم في يافا، حاصلة على بكالوريوس في القانون وشهادة في تصميم واجهة المستخدم وتجربته، وهي تعمل مصمّمة جرافيك. تكتب في عدد من المنابر الفلسطينيّة والعربيّة.